2012/06/26

العطس والاسلام

 \من المعروف طبيا أنه أثناء العطاس، يرتفع الضغط داخل البطن، مما قد يحدث أضرارا بالحوامل، ومرضى الاستسقاء أو المصابين بفتق في السرة أو فتق أربى أو غيره، كما يزداد الضغط داخل المخ وداخل العينين، مما قد يسبب أنزفة هنا وهناك، إلا أن كل ذلك لا يحدث في معظم الأحوال، من رحمة الله تعالى، الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم. ويقول الدكتور أحمد شوقي إبراهيم زميل كلية الأطباء الملكية بلندن، أن ما يحدث أثناء لحظة العطاس، وما يسبقه من شهيق عميق ومفاجئ، تغيرات فسيولوجية يتحدث فيها الأطباء طويلا، إلا أن ملخص القول أن رحمة الله تعالى تدرك الإنسان في هذه الحالة، فتحميه من أضرار فجائية قد تحدث له، وإذا منع الله تعالى عن الإنسان ضررا، فأقل شيء يفعله الإنسان أن يحمد الله تعالى، وواجب على من يسمعه من جلسائه أن يدعو للعاطس بدوام رحمة الله تعالى عليه، التي تجلت أثناء العطاس. ويحتمل أن يكون ذلك الفهم العلمي مفسر للمغزى العلمي في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بتشميث العاطس (أي الدعاء له بدوام رحمة الله عليه)، وفي الرواية: عطس رجل عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ما أقول يا رسول الله إذا عطست، قال: قل الحمد لله، قال القوم: ما نقول له يا رسول الله، قال: قولوا له يرحمك الله، قال الرجل، وما أقول لهم يا رسول الله، قال: قل لهم: يهديكم الله ويصلح بالكم، وفي (رواية: يرحمني ويرحمكم الله).


ويضيف الدكتور شوقي إبراهيم بصحيفة الأهرام المصرية، أنه أثناء العطاس، كما في السعال، يخرج رذاذ من الفم، قد يكون محملا بالجراثيم الناقلة للأمراض، التي قد تعدي بعض من يتواجد مع العاطس، فينبغي عليه أن يغطى فمه وأنفه أثناء العطاس بمنديل أو حتى بثوبه، حتى لا يتسرب الرذاذ إلى الهواء المحيط به والناس من حوله، لذلك علمنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الوقاية من قبل أن يعلم الناس عنها شيئا، فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنه كان إذا عطس غطى وجهه بيده أو بثوبه.
العطاس أمر مهم في حياه الإنسان ولكن هل يعرف الإنسان أن العطس هو حقيقة موت للحظات معدود
ومن ثم العودة للحياة من جديد .....أمر غريب صحيح

س/ لماذا نقول الحمد لله بعد العطس
ج/ لحكمه من الحمد لله بعد العطس
لان القلب يتوقف عن النبض خلال العطس
والعطسة سرعتها 160كم/س وإذا عطست بشده من الممكن أن تكسر ضلع من أضلاعك .
.وإذا حاولت إيقاف عطسه مفاجئه من الخروج فانه يؤدي ارتداد الدم في الرقبة أو الرأس
ومن ثم إلى الوفاة..وذا تركت عيناك مفتوحتان أثناء العطس من المحتمل أن تخرج من محورها

وللعلم أثناء العطسة تتوقف جميع أجهزة الجسم التنفسي والهضمي والبولي وبما فيه القلب
رغم أن وقت العطسة [ثانيه أو جزء ثانيه] وبعده تعمل إن أراد الله لها وكأنه لم يحصل شيء
لذلك فان كلمه الحمد لله هو شكر لله على هذا

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب
فإذا عطس أحدكم فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته، وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان
فليرده ما استطاع فإذا قال هاء ضحك منه الشيطان " رواه البخاري.

ويقول الخطابي : " ومعنى حب العطاس وكراهة التثاؤب أن العطاس إنما يكون مع انفتاح المسام
وخفة البدن وتيسير الحركات، وسبب هذه الأمور تخفيف الغذاء والإقلال من الطعام،
والتثاؤب إنما يكون مع ثقل البدن وامتلائه، وعند استرخائه للنوم وميله للكسل، فصار العطاس محموداً
لأنه يعين على الطاعات، والتثاؤب مذموماً لأنه يثبط عن الخيرات وقضاء الواجبات ".

أما العطاس فهو عكس التثاؤب ويعرف بأنه زفير قوي يخرج معه الهواء بقوة من طريقي الأنف والفم معاً
جارفاً معه كل ما يجده في طريقه من غبار وهباء وجراثيم وسواها ويطردها من الجسم مخلصاً له من أذاها.
لذا –وكما يرى د.الكيلاني– كان طبيعياً أن يكون العطاس من الرحمن لما فيه من المنافع للبدن،
وحق على المسلم أن يحمد الله سبحانه وتعالى على العطاس كما أن عليه أن يتعوذ من الشيطان حين التثاؤب.

وقد أكَّد د.إبراهيم الراوي أن العطاس وسيلة دفاعية دماغية هامة لتخليص المسالك التنفسية من الشوائب
ومن أي جسم غريب يدخل إليها عن طريق الأنف، فهو بذلك الحارس الأمين الذي يمنع ذلك الجسم الغريب
من الاستمرار في الولوج داخل القصبة الهوائية. فإن مجرد ملامسة الجسم الغريب لبطانة الأنف
(من حشرة ضارة أو ذرات مهيجة وغيرها) فإن بطانة الأنف تتنبه بسرعة عجيبة آمرة الحجاب الحاجز
بصنع شهيق عميق لا إرادي يتبعه زفير عنيف [والذي هو العطاس] عن طريق الأنف لطرد الداخل الخطير
ومنعه من متابعة سيره عبر المسالك التنفسية إلى الرئتين.

هذا وقد عرف الإنسان منذ القديم فائدة العطاس لجسمه وعرف أنه يجلب له الراحة والانشراح
فاستخدم طريقة لتنبيه بطانة الأنف لإحداث العطاس وذلك بإدخال سنابل الأعشاب أو ريش الطير إلى الأنف
أو باستنشاق مواد مهيجة حيث يؤدي ذلك إلى إحداث تهيج شديد في بطانة الأنف وأعصابها الحسية
يؤدي إلى حدوث العطاس وما ينجم عنه من شعور بالراحة.

فعلى المسلم إذا عطس أخاه المسلم أن يبارك له هذه الرحمة الإلهية
والتي يكمن وراءها سِرٌّ خفي من أسرار هذا الجسم البشري فسبحان من خلق الإنسان وأبدعه
في أحسن تقويم. وفي تشميت العاطس حكمة إلهية –كما يقول الدكتور الراوي– أن يوحي رب العالمين
إلى نبيه صلى الله عليه وسلم . أن يوجه أتباعه إلى أهمية ما في العطاس من منفعة للبدن تستحق الحمد والشكر
وهذه من معجزات النبوة!إذاً لماذا نحمد الله على العطاس ولا نفعل ذلك عند السعال؟

لا شك أن هناك سرّاً خفياً ونعمة كبرى تستحق حمد الله الذي خلق
فأبدع وصمَّم فأتقن التصوير، وفوق هذا فقد جعل من حق المسلم على المسلم أن يبارك له
رحمة الله إذا أصابه العطاس واستشعر حلاوته فقال: "الحمد لله" جهراً يسمعه من حوله ليقدموا له دعواته
"يرحمكم الله" وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم "
حق المسلم على المسلم ست … وعَدَّ منها وإذا عطس وحمد الله فشمته ".

والمقصود بالعطاس، العطاس الطبيعي، وأما العطاس المرضي
الناجم عن الزكام مثلاً، فإن المصاب يعطس مرات ومرات، وعلى السامع أن يشمته في الأولى والثانية
وبعد ذلك يدعو له بالعافية "عافاك الله".والتدبير النبوي الرائع في العطاس، أن يضع العاطس يده
على فمه ليمنع وصول الرذاذ إلى الجالسين، فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه . أنه قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم . إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض أو غض من صوته "

وهذا الأدب النبوي له حكمته الصحية الجلية، إذ يندفع مع العطاس رذاذه
إلى مسافة بعيدة يمكن أن يصل معها إلى الجالسين مع العاطس، أو أن يصل إلى طعام
أو إلى شراب قريب منه، وهذا يمكن أن ينقل العدوى بمرض ما (كالزكام) إن كان العاطس مصاباً به،
وليس من خلق المسلم في أن يتسبب بشيء من ذلك، لذا علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الأدب في أن نضع يدنا أو منديلاً على فمنا عند العطاس لمنع وصول رذاذه إلى الغير وفي ذلك –
كما نرى– غاية الأدب ومنتهى الحكمة.

منقول للفائدة

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...